الخميس، 19 مايو 2011

يا سعوديّة ! !

السّلام 

يا سعوديّة ! ! 

بدون أي مقدمات ، و لازدحام وقتنا و عقلنا سأدخل في الموضوع من بابه الضيق جدًا . فكثيرٌ من بني جنسي الآن " متحمسات جدًا " للسابع عشر من يونيو و كأن الله سيعطيهم الخلاص النهائي فلا يشقون بعد أن تمسك أيديهم بمقود السيارة أبدًا . و تؤسفني أمور كثيرة نعاني منها نحن " السعوديات " دون غيرنا من نساء العالم أجمع ، أسأل ربي أن يوفقني في سردها .
 
(١). تزعمين يا بنت بلدي أنك تقلدين أمك خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، سيدة الأعمال الأولى و نسيت أو تناسيت أنها رضي الله عنها كانت تشرف على الأعمال و تقيض للمعاملات مندوبين و عمالاً . أما في بيتها فكانت خير سكنٍ لزوجها و سندْ . فيا سعوديّة كيف أنتِ في بيتك ؟ هل أديتِ دورك كزوجة أو ابنة حقه الكامل أم أنك تتذمرين كثيرًا و تطلبين كثيرًا محتجة بأمك خديجة بأنها ربة عمل و صاحبة مال ؟ 


(٢). أقنعيني يا سعوديٌة .. فمظهرك الأنيق " جدًا " عباءتك الحرير ، ساعتك الثمينة و حقيبة يدك " الأصلية " لا يعطيني أي انطباع بأنك ستقومين بجلب مقاضي البيت - هذا إلا إذا كنت ستأخذين خادمتك لتتكفل بعربة التسوق عنك و تقومين باعطاء الأوامر من برجك العاجي لها - أتريدين إقناعي بأنك ستقومين يومياً بتعبئة البنزين  و  ستتحملين شمس يوليو و أغسطس الحارقة - هنا و أنت صائمة طبعا لحلول شهر رمضان - وتستغنين عن السائق لحجة أنك مختلية به ؟ 
الخلوة أن تكونا بمفرديكما في طريق مقطوع و شوارع تشحذ من يزحمها ( نهارًا ) أما ليلاً فأنا معك لكن لا أظنك ستقودين جيدًا في العتمة و حولك عدد من الشباب لا أظنهم سيدعونك تمرين دون نظراتهم و تعليقاتهم السخيفة جدًا . 


(٣) . يؤسفني يا سعوديّة  أن نصيب بلادنا من موضة الثورات السائدة أتت بهذا الحجم في أمر ثانوي هو أقرب ما يكون من الكماليات . كنت سأقف لك احتراماً إذا كانت حملتك الكبرى في مواضيع تمس حاجاتنا الأساسية كالمطالبة بإنشاء قطارات أنفاق مثلاً وقتها ستحل مشكلة البنزين و الخلوة هذا إضافة لوصولك السريع لوجهتك دون الازدحام المقيت و تصليحات الشوارع و الكباري التي لا تنتهي . 
 

(٤). يا سعودية .. أحزن لعدم توسطك. فمنك المتلهفات جدًا اللاتي لم ينظرن للواقع بعين المنطق في أن المجتمع مسكين لا يقدر على تحمل تغييرات عديدة بهذا التسارع المخيف . اعذريني فليست كل مدننا ( أرامكو ) و ( كاوست) فهما وحدهما " يوتوبيا السعودية " أما خارج اسوارهما هناك دولتنا الحقيقية و ثقافتنا الحقيقية التي نعاني للأسف مخرجاتها حالياً. 
و منك المتزمتات جدًا اللاتي ما زلن باجتهادهن متشبثات ببعض الفتاوى و الآراء جاعلين من صورة معينة للمرأة ملاذهم الآمن و نشيدٌ ديني عن الغربة يصدح في خلفية المشهد .
  

(٥). لا تفرحي كثيرًا ، فكلنا نعلم أنه عما قريب سيصدر القرار بالسماح لنا معشر النساء بالقيادة . عنّي بالطبع سأفرح لكني لن "أطير" من الفرحة مثلك  فما شعرتُ يوماً أني أقل من الرجال بشيء أو أن حقوقنا ستعود لنا مع القيادة بل على العكس أوقن أن المسؤوليات ستزيد مع زيادة عدد السيارات في البيت الوحد. افرحي يا سعودية بقيادتك لنفسك ، و بتسخير ما وهبك ربك من عقل و حكمة في مكانهما الصحيح . افرحي بتحديد هويتك الحقيقية و المنفردة لتحجزي لنفسك مكاناً ثابتا في هذا العالم تختاريه بنفسك قبل أن ترهقي أعصابك في البحث عن موقف لسيارتك تُجبرين عليه ! 

فاطمة بنت جمال الحارثي
١٦جمادى الثاني ١٤٣٢ه
١٩ مايو ٢٠١١

هناك 8 تعليقات:

  1. صادقه يافاطمه في كل كلمه واسمحيلي اعلق على بعض نقاطك
    ١- الناس في دا الزمن بياخذو الشي الي على مزاجهم وبيتناسو اشياء ثانيه،، صح خديجة كانت ست بيت بمعنى الكلمة وسيدة اعمال ناجحة جدااا،، والبنات لازم يعرفو هذا الشي عشان يوازنو بين الامرين،، وفي النهايه مكان الحرمه الاساسي هو بيتها وفي نفس الوقت محد منعها من الخروج

    ٢- والله صادقه انا من دحين شايله هم المقاضي!! وافكر اخذ الدادا معايا تشيل وتحط لانه شي موو سهل واذا مقاضي الشهر مثلا مستحيل الوحده حتشيلها بنفسها حتى لو كانت بعباية البحر والتنس شوز!! في النهايه عندنا مقدرة محدوده في القوه واثنين ممكن يتساعدو :)
    وصدقيني راح يجي وقت الحريم يندمو انهم سارو يسوقو لان الرجال راح يعتمد عليها في هذي الاشياء فوق كذا راح يخليها تمسك ميزانية البيت بما ان مقاضي البيت عليها!! واذا نقص عليها شي راح تضطر تخرج تجيبه ولو في عز الظهر .. بس عشان تكمل الطبخه مثلا!! وحدث ولا حرج

    ٤- في النهايه راح يسوقو وراح تلاقي ردات فعل الطرفين والله يعين وقتها

    ٥- والله انا عن نفسي راح افرح بس برضو شايله هم المقاضي لول،،، بس في نفس الوقت راح اقدر اروح اقضي اشغالي لما يكون زوجي في عمله خصوصا ان الشركت دوامها طويل واحنا عندنا وقت طوييييل عشان نقضيه وبكذا راح تتسهل علينا الامور

    مقاله راااائعه اشكرك يا بنت عمي العزيز

    ردحذف
  2. اهلاً بالحنين أهلاً ،
    فعلاً سيتكل الرجال علينا كثيرًا وقتها .
    عني قد أعين " سائقة " للمشاوير المتعبة و مقاضي البيت ،
    و تكون قيادتي احتياطية لو احتجتها في غرضٍ ما .
    لكن " ربنا يعين " طريقة الترويج للفكرة مستفزة بعض الشيئ مما سيزيد من فجوات مجتمعنا ،
    حقيقة لا أرى أي جدوى من الحملة لأننا كلنا نعلم بالمباحثات الحاصلة في هذا الموضوع منذ عدة سنوات و متيقنين من ان القرار سيصدر في أي لحظة !  

    ردحذف
  3. كلام مرتب ولطيف وبنفس هادئة مستعدة للنقاش، لذا سأجيبك من وجهة نظري التي لابد وأن تحتمل بعضاً من الخطأ .. الخطأ الذي يقلّ تدريجياً عندما نتقبل الرأي الآخر ونأخذه بعين الاعتبار لا للرد وإنما للفهم والاستيعاب.. وبناء على ذلك:

    (١) أتمنى حقاً أن أصل لهذا المستوى وأعتقد أننا كلنا نتمنى ونطمح لأن نكون البنات، الزوجات، الأمهات، الأفضل في المجتمع .. نطمح للوصول للكمال، نضع قدوتنا من أمهات السلف الصالح وزوجاتهم قدوة لنا.. ومن وسائل الوصول لهذا الكمال هو ألا نتعب من يعولوننا خاصة وإن كانوا رجالاً في سنين متأخرة من العمر ومايقصرون! يحز بخاطري أنا وغيري من البنات اللاتي فعلاً يجدن في السيدة خديجة وغيرها من نساء الصحابة قدوة لهن٫ أن تطلب من والدها الكبير في السن أن يمر بقالة مثلاً ويجيب لها كم غرض، بالتالي هي تتخلى عن هالفكرة وتقول بكرا وبعده لما نجمع المقاضي مرة وحدة أو لما نجمع الاحتياجات مرة وحدة .. ومع هذا فقد يكون الولي راضي تماماً عن ابنته أو زوجته أو أياً كانت من يعولها أن تيسّر عليه احتياجاتها بأن تقضيها هي ولا تحس انه قاصرها شي .. هذا من جانب البيت، أما من جانب الأعمال فالثورة المعلوماتية اللي نواجهها الآن .. شي كبير جداً يومياً نلاقي شركات كبيرة ومستثمرين كبار ومؤتمرات علمية كبيرة منتشرة عندنا .. والنساء لهم نصيب كبير منها أيضاً .. فقد تغير الحال عن الركود السابق .. وأصبح هنالك حاجة فعلية للبحث عن العلم لطلبه..! صار فيه نشاط يستدعي الحاجة أكثر من أول بكثييييير! وايه الموازنة ضرورية .. بس ما يعني انه يلغى الاختيار لأن نساءنا غير قادرين على الموازنة، عن نفسي أشوف نسبة كبييييررة من نساء بلدي المملكة العربية السعودية قادرات ومسؤولات بشكل كبير جداً! بالمستوى اللي تربوا فيه بالضبط .. وهالمستوى تغير كثير عن كم سنة فاتت فما بالك في سنين فاتت!

    (٢) محدثتك الآن لا تملك العباءة الحرير ولا الساعة الثمينة ولا الشنط الأصلية كما تقولين٫ كما أني لا أملك سائق خاص وكما ذكرت في النقطة السابقة لا أود أن أكون عالة على أهلي لذا أضطر في بعض الاحيان أن ألجأ إلى سواقين لا أملك عن ماضيهم شيئاً إلآ أنهم يملكون سيارة تنقلني لمكان عملي وتعيدني إلى البيت! أنا لا أستعرض حياتي هنا، ولكن أودّ أن أوضح لك أختي أن المطالبة في هذه المبادرة -وليست حملة أو ثورة- هي مطالبة من منطق وواقع نعيشه وليست لأجل أن نسوق، حتى لو تابعتي الهاش تاق في تويتر، كانت أحد الاقتراحات المقدمة أن يتم توفير تكاسي مخصصة للنساء من الدولة أو أن يتم توفير بدل سواق لكل مواطنة أو أن يتم تهيئة مواصلات النقل العام! عندها لا أريد أن أقود سيارة٫ فلماذا أضيع على نفسي الفرصة في قراءة كتاب أو مذكرة في زحمة الرياض لأن أكون أمام المقود؟ الموضوع يحتوي أبعاداً كثيرة جداً لابد للأخذ بكاملها بالاعتبار قبل رفض أو قبول المبادرة ..

    (٣) لا اعتقد ان بعد ما سبق أن ذكرت هو يعتبر أمر ثانوي .. بالنسبة لي هو أمر جدّي ومهم جداً! هو أمر ثانوي لمن توفر لديها مواصلات وسائق وما إلى ذلك! أما النساء على شاكلتي فصدقيني عزيزتي هو أمر أساسي ومهم جداً :)

    (٤) يتكرر الحكم المسبق على من يطالبن بالقيادة ويتم تجاهل وإهمال مايطالبن به، مالضرر في لو كنت متشددة أو ليبرالية أو سنية أو شيعية حتى أو أياً كانت خلفيتي الدينية! أنا أطالب بحقي في التنقل في دولتي المملكة العربية السعودية! فلماذا يتم ادخال خلفيتي العلمية والشكلية والفكرية في حقي في التنقل؟ -وأرجوا ملاحظة أن مطالبتي في حقي بالتنقل وليس بالقيادة إلا أن القيادة أحد وسائل التنقل والأسهل للتحقيق في بلدنا الحالي-

    (٥) نتمنى ذلك حقاً وسنفخر كلنا بمستوى ثقافتنا التي تجلعنا نتحاور الآن بهذا الشكل :)

    أتمنى حقاً أن يتم تقبّل رأيي الشخصي الذي لا علاقة له إطلاقاً بالمبادرة .. سوى أنّها تطابق بعضاً من أفكاري

    ردحذف
  4. لك مني التحية.. يافخر السعودية

    واسمحي لي،، نحن لم نبلغ درجة الوعي بعد،التي تجعلنا نؤمن بأن التكامل الأنثوي في النجاح المتوازن.. مما يجعلني أفتخر كوني تلك المرأة التي تحرك العالم بيمينها بينما تهز سرير الطفل بيسارها...!!

    ليتنا نعيد ترتيب الأولويات ولا نكن مجرد امعات مع التيار..

    ~_^

    ردحذف
  5. السلام عليكم..
    كتابة صريحة وقيِّمة .. أعتقد أن وجهة نظرك تُمثِّل كل من لديه أهداف أخرى ومشاغل تملك وقته,,
    أما من باتت بلا ذاك أو ذاك..
    فستمثل القيادة لها غراماً وحُلماً.. !
    أجدتِ وأفدتِ.. وقلت مالم نقلهُ..
    وفقك الله وسدد قلمك

    ردحذف
  6. السّلام ،
    أهلاً بك ريما و عذرًا لانقطاعي .
    في البداية ارحب بك في مدونتي .
    ثانياً ، تعمدت ان أبطئ ردي قليلاً ريثما تهدأ الامور خصوصاً ان خبر الاخت منال الشريف كان قد وصلني مبكرًا جدًا فلم اود إشعال الفتيل اكثر ،
    بخصوص ردك الوافي ، لا يفهمن القارئ لمقالي اني معارضة ل" فكرة " قيادتنا نحن معشر النساء للسيارة لكتي عارضت طريقة عرض الفكرة و تشميع دعاوى اخرى عليها .
    يا ريما أوقن ان القرار سيحل لنا مشاكل كثيرة و لكن لنكن واقعيين اولاً . نريد حلولاً جذرية لا شكلية فحسب . نريد يا ريما قانونا يحمي المرأة قبل التهور في سن قرار القيادة حتى نقود بكل الطمأنينة و الرضا ،
    ان حملة منال الشريف اظهرت لنا كثيرًا من فكر مجتمعنا السليم و السقيم . فمجرد تفكير ثلة بحملة العقال " عقلهم الله ! "يجعلنا نحرص اكثر و نطالب اكثر بسن قوانين لتحمينا و الا لن تحمد عواقب الامور ابدًا.
    و لفك اللبس حول اعتبارك القيادة امرًا ضروريا و اعتباري لها أمرًا كمالياً ، دعيني أخبرك بقصة حدثت معي وانا في الجامعة لما ناقشت دكتورتي في احتسابها إجابتي غير صحيحة في ان " الكمبيوتر يعد من ضروريات الحياة " حيث قالت لي : " الشيئ الضروري هو الذي تنعدم الحياة بانعدامه ، نستطيع العيش بدون حاسوب لكننا لا ننكر دوره في انه " محسّن " لحياتنا ".
    و ذات الأمر بخصوص القيادة يا ريما :)

    ردحذف
  7. جميلٌ يا سوسن ،
    يا رسالة حبنا .
    آمل فعلاً ان نصل للمستويات الذي ذكرت ، " انثى تحرك العالم بيمينها بينما تهز سرير طفلها بيسارها "
    اشتقت حكمتك و نظرتك للأمور كثيرًا
    كوني قريبة دائماً

    ردحذف
  8. و عليكم السلام سمية ،
    ربما هي كذلك كما قلتِ .. لكننا جميعاً ننتظر القرار بغض النظر عن الدوافع
    سواءً " حاجة " او " حركة " طالما ان الامر سيحسن حياتنا بشكل او بآخر .
    أنست بك كثيرًا يا رفيقتي :)

    ردحذف