الخميس، 5 فبراير 2009

صباح الخميس !

هي تشعر بنفحة من البرد .. تتقلب في فراشها على صوت الآذان
أسبوعها كان حافلا .. لم تتمكن من الاستيقاظ لأول وهلة ...
تحاول الاستيقاظ فترمي نفسها بدلال على الوسادة : مازال هناك متسع من الوقت ...
لم يخرج وقت الصلاة بعد !
تستكمل حلمها المبتور ثم ما إن تبدأ في الاندماج يصل لمسامعها صوت المنبه ...
الساعة السادسة و الربع .. عليّ الاستيقاظ قبل بزوغ الضوء ...
تمتمت .. يومي آريده مختلفاً
و يا صباح الخميس !


وصلت إلى مقر عملها ..كل الوجوه تحمل سخط الدوام في هذا اليوم باعتباره يوم الإجازة الأساسي
حاولت أن تنشر آكبر قدر من الضوء على زميلاتها و لم تكن تعلم آن هناك شيئًا ما ينتظرها ليضيء لها مفاهيم َمظلمة ...

حدث هذا عندما طُلب منها مرافقة طالبة كفيفة للمراقبة عليها .
كانت الطالبة متأبطة ذراع مساعدتها .. ملتصقة بها ..
كطفل متشبث بذيل آمه يخطوا معها درجة .. درجة على السلم
مطمئن بآنها لن تخطئ به المسار ...


في قاعة اختبار مملوءة بصمت المقاعد .. جلسوا ثلاثتهم
الكفيفة تتمتم بتراتيل قبل الامتحان .. مساعدتها تنتظر ..
و هي تراقبْ ـــ

حالما استعدت الكفيفة .. بدآت مساعدتها تقرأ لها الأسئلة .. وهي تسمي بالله مملية عليها الأجوبة
كان امتحان لمادة القرآن .. و أول سوال توجّب عليها إجابته كان كتابة أول آيات سورة الفتح

كل آية بدت ببريق مختلف ... عاشت كل معنى للآيات مع الكفيفة
" هي" يفترض آنها حافظة لكتاب الله .. آخطأت في تتبع بعض الآيات
و آصابت الكفيفة .. !!

بعد كل سؤال كانت الكفيفة تطلب من مساعدتها التوقف لتتلوا بعض التراتيل
و مع كل ّ إجابة تبرق منها ابتسامة !

في أحد الأسئلة طُلب منها استخراج أحكام تجويدية من آيتين من إحدى طوال السور
تلت لها مساعدتها الآية لمرة واحدة و ما إن بدأت في قراءة المطلوب
حتى بدأت الكفيفة على الفور بالجواب .. باستخراجين أو ثلاثة في كل بند ـ
لم تطلب إعادةَ أي سؤال .. بل برهنت قوة ذكائها و بصيرتها في مواطن يتوه فيها المبصرين !

"هي" ما زالت تراقب ..
اغرورقت عيناها بالدموع .. ناجت سيّدها
أن يا الله آينا الكفيف ؟
سامح عيني إن رأت محظورا ..
بصّرني بنور البصيرة ..
آعني على إمداد نفسي بالنور الداخلي ...
فأنا بلا حسن البصيرة ... كفيفة !

جميل آن تنشر الضوء لمن حولك ..
لكن لا تنس مواطن الظلمة داخلك فهي آشد ما تكون بحاجة إليك !

هناك 9 تعليقات:

  1. كم أحب هذا الأمل !
    لم تيأس و تتوقف بل عزمت لتكون إلى الله أقرب ..
    نجاحها يواسيني ، ورضاها بما كتبه الله لها يجعلني خجلة بالفعل من تلك الظلمة التي أشرتِ إليها ..

    بوركت ، وحفظها المولى عزّ وجلّ ..

    وجزاكِ ربّي خيراً فاطمة ،،
    نِعْم الصحبة أنتِ ..

    (F)

    ردحذف
  2. أهلاً بيُمنى ،
    مصافحةٌ أولى أعتز بها يا
    إذا ما قصدنا التعلم من كل شيء و في أي وقت .. سنحدث فرقاً ..
    أغلبنا يتعرض لذات الأمور .. لكننا نختلف في طريقة نظرتنا إليها .. و تعاملنا معها ،
    نحتاج لأن نعطي اهتماما أكبر لكل شيء حولنا .. خصوصاً الأشياء الصغيرة منها ..
    الأمل ليس إلا مفهوما متجسدًا في الطبيعة حولنا .. كأنه يريد منا أن نبحث عنه ..
    و كأن الفائز منا ، هو الذي يبحث عنه في أكبر قدر من الموجودات ..

    كوني بخير (f)

    ردحذف
  3. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  4. مملكة العطاء..
    حينما يتعانق كبرياء الجرح مع كبرياء الحرف.. يولد مايسمى الإبداع..هذا ماوجدته في ربيع أحرفك..

    ردحذف
  5. شرفٌ كبيرٌ لي ،
    أنا ـ أشكرك (f)

    ردحذف
  6. اكثر من رائعة سلمت يداكِ
    ""هي" ما زالت تراقب ..
    اغرورقت عيناها بالدموع .. ناجت سيّدها
    أن يا الله آينا الكفيف ؟
    سامح عيني إن رأت محظورا ..
    بصّرني بنور البصيرة ..
    آعني على إمداد نفسي بالنور الداخلي ...
    فأنا بلا حسن البصيرة ... كفيفة !""
    شرف لي انا اقراء مدونة بهذه الروعة فهي تحمل كل معاني الحياة وماذا نفعل اذا احسسنا بنقص او خطا بحياتنا
    اختكN

    ردحذف
  7. أهلاً بـ " نوف " هنا ,
    و هل نريد غير التعلم من الحياة ؟
    سنكون على خير ,
    ما دامت فينا نظرةٌ للكون تحفزنا على التعلم .
    أشكر مرورك _

    ردحذف
  8. أنفضي جناحي الإبداع علّ لؤلؤها يتناثر فينتابنا...
    حلقي في دنياالفكر والطموح حيث نرى طيفك قد جائنا...
    في مدونة قد حفلت من خير العظات خفيفة النسيم تلفانا...
    كوني هنا قريبة من جوانب حياتنافنحن بحاجة لمن يقوي عزائمنا...
    أتحفينا بآرائك فنحن في شوق لمااستجدّ في خاطرك فأغنانا...

    ردحذف
  9. رائدة ،
    أنا " لا شيْ " بدونكم !
    كلماتك .. أشعرُ بها قريبة .. قريبة جدًا !

    شكرًا لأن القدر جمعني بِك ..

    نافذة :
    أنتظر مدونتك و كتاباتك .. بفارغ الصبر !

    ردحذف